نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 3 صفحه : 281
بوادي عوف؟قالوا: لا؛ قال: فمنكم جساس بن مرة الحامي الذمار، و المانع الجار؟ قالوا: لا. قال: فمنكم أخوال الملوك من كندة؟قالوا: لا. قال: فمنكم أصهار الملوك من لخم؟قالوا: لا. قال أبو بكر: فلستم ذهلا الأكبر، أنتم ذهل الأصغر.
فقام إليه غلام من شيبان حين بقل [1] وجهه، يقال له دغفل، فقال:
إنّ على سائلنا أن نسأله # و العبء لا تعرفه أو تحمله
يا هذا، إنك قد سألتنا فأخبرناك و لم نكتمك شيئا، فممن الرجل؟قال أبو بكر: من قريش؟قال: بخ بخ!أهل الشرف و الرئاسة؛ فمن أي قريش أنت؟قال:
من ولد تيم بن مرة. قال: أمكنت و اللّه الرامي من سواء الثّغرة. [2] أ فمنكم قصيّ بن كلاب الذي جمع القبائل فسمي مجمّعا؟قال: لا. قال: أ فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه و رجال مكة مسنتون [3] عجاف؟قال: لا. قال: فمنكم شيبة الحمد، عبد المطلب، مطعم طير السماء، الذي وجهه كالقمر في الليلة الظلماء؟قال: لا. قال: فمن أهل الإفاضة بالناس أنت؟قال: لا. قال: فمن أهل السقاية أنت؟قال: لا.
فاجتذب أبو بكر زمام الناقة، و رجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: فقال الغلام:
قال: فتبسم النبي عليه السّلام؛ قال عليّ: فقلت له: وقعت يا أبا بكر من الأعرابي على بائقة. [4] قال: أجل: قال: ما من طامة إلا و فوقها أخرى، و البلاء موكل بالمنطق و الحديث ذو شجون.
دغفل و قوم من الأنصار:
قال ابن الأعرابي: بلغني أن جماعة من الأنصار وقفوا على دغفل النسابة بعد ما كفّ، فسلموا عليه، فقال: من القوم؟قالوا: سادة اليمن. فقال: من أهل مجدها