نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 3 صفحه : 236
و هل يستعيض المرء من خمس كفّه # و لو صاغ من حرّ اللّجين بنانها [1]
و قال أعرابي يرثي امرأته:
فو اللّه ما أدري إذا الليل جنّني # و ذكرنيها أيّنا هو أوجع
أ منفصل عنه ثرى أم كريمة # أم العاشق النابي به كلّ مضجع
و قال محمود الورّاق يرثي جاريته نشو:
و منتصح يردّد ذكر نشو # على عمد ليبعث لي اكتئابا
أقول-وعدّ-ما كانت تساوي # سيحسب ذاك من خلق الحسابا
عطيّته إذا أعطى سرور # و إن أخذ الذي أعطى أثابا
فأيّ النّعمتين أعم نفعا # و أحسن في عواقبها إيابا
أنعمته التي أهدت سرورا # أم الأخرى التي أهدت ثوابا
بل الأخرى و إن نزلت بحزن # أحقّ بشكر من صبر احتسابا
محب و جارية له ماتت:
أبو جعفر البغدادي قال: كان لنا جار، و كانت له جارية جميلة، و كان شديد المحبة لها؛ فماتت، فوجد عليها وجدا شديدا، فبينما هو ذات ليلة نائم، إذ أتته الجارية في نومه فأنشدته هذه الأبيات:
جاءت تزور و سادي بعد ما دفنت # في النوم ألثم خدا زانه الجيد
فقلت قرّة عيني قد نعيت لنا # فكيف ذا و طريق القبر مسدود
قالت هناك عظامي فيه ملحدة # تنهش منها هوام الأرض و الدود [2]
و هذه النفس قد جاءتك زائرة # فاقبل زيارة من في القبر ملحود
فانتبه و قد حفظها، و كان يحدّث الناس بذلك و ينشدهم. فما بقي بعدها إلا أياما يسيرة حتى لحق بها.