نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 316
و قال محمود الوراق:
مزج الصّدود وصالهـ # نّ فكان أمرا بين بين
و قال الفرزدق:
و إذا الرّجال رأوا يزيد رأيتهم # خضع الرّقاب نواكس الأبصار
قال أبو العباس محمد بن يزيد النحوي: في هذا البيت شيء مستظرف عند أهل النحو. و ذلك أنه جمع «فاعل» على «فواعل» و إذا كان هذا، لم يكن بين المذكر و المؤنث فرق؛ لأنك تقول: ضاربة و ضوارب، و لا يقال في المذكر فواعل إلا في موضعين، و ذلك قولهم فوارس و هوالك، و لكنه اضطر في الشعر فأخرجه عن الأصل، و لو لا الضرورة ما جاز له.
و قال أبو غسان رفيع بن سلمة تلميذ أبي عبيدة المعروف بدماذ، يخاطب أبا عثمان النحوي المازنيّ:
تفكّرت في النّحو حتّى مللـ # ت و أتعبت نفسي له و البدن
و أتعبت بكرا و أصحابه # بطول المسائل في كلّ فن
سوى أنّ بابا عليه العفا # للفاء يا ليته لم يكن
فكنت بظاهره عالما # و كنت بباطنه ذا فطن
و للواو باب إلى جنبه # من المقت أحسنه قد لعن
إذا قلت هاتوا لما ذا يقا # ل لست بآتيك أو تأتين
أجيبوا: لما قيل هذا كذا # على النّصب قالوا لإضمار أن
و ما إن رأيت لها موضعا # فأعرف ما قيل إلاّ بأن
فقد خفت يا بكر من طول ما # أفكر في أمر «أن» أن أجن
باب في الغريب و التقعيب
دخل أبو علقمة على أعين الطبيب، فقال: أصلحك اللّه، أكلت من لحوم هذه
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 316