responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 302

فقال للجارية: لمن هذا الشعر؟قالت: لمولاتي. فأخذ قرطاسا فكتبه و خرج به، فإذا هو بعبد اللّه بن عمر بن الخطاب، فقال: يا أبا عبد الرحمن، قف قليلا أكلّمك.

فوقف عبد اللّه بن عمر، قال: ما ترى فيمن هجاني بهذا الشعر؟و أنشد البيتين. قال:

أرى أن تعفو و تصفح. قال: أما و اللّه لئن لقيته لأنيكنّه!فأخذ ابن عمر ينكله و يزجره، و قال: قبّحك اللّه!ثم لقيه بعد ذلك بأيام، فلما أبصره ابن عمر أعرض عنه بوجهه، فاستقبله ابن أبي عتيق فقال له: سألتك بالقبر و من فيه إلا سمعت مني حرفين. فولاه قفاه و أنصت له، قال: علمت أبا عبد الرحمن أني لقيت قائل ذلك الشعر و نكته. فصعق عبد اللّه و لبط [1] به فلما رأى ما نزل به دنا من أذنه و قال:

أصلحك اللّه، إنها امرأتي. فقام ابن عمر و قبل ما بين عينيه.

باب في الصمت‌

كان لقمان الحكيم يجلس إلى داود صلى اللّه عليه و سلم مقتبسا، و كان عبدا أسود، فوجده و هو يعمل درعا من حديد، فعجب منه، و لم ير درعا قبل ذلك، فلم يسأله لقمان عما يعمل، و لم يخبره داود، حتى تمت الدرع بعد سنة، فقاسها داود على نفسه، و قال: زرد طافا ليوم قرافا. تفسيره: درع حصينة ليوم قتال؛ فقال لقمان: الصمت حكم و قليل فاعله.

و قال أبو عبيد اللّه كاتب المهديّ: كن على التماس الحظ بالسكوت أحرص منك على التماسه بالكلام؛ إن البلاء موكّل بالمنطق.

و قال أبو الدّرداء: أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعل لك أذنان اثنتان و فم واحد لتسمع أكثر مما تقول.

ابن عوف عن الحسن، قال: جلسوا عند معاوية فتكلموا و سكت الأحنف فقال معاوية: مالك لا تتكلم أبا بحر، قال: أخافك إن صدقت و أخاف اللّه إن كذبت.


[1] لبط: به: صرع.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست