responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 293

و قالوا: إذا زادك الملك إكراما فزده إعظاما، و إذا جعلك عبدا فاجعله ربّا و لا تديمن النظر إليه، و لا تكثر من الدعاء له في كلّ كلمة و لا تتغيّر له إذا سخط و لا تغترّ به إذا رضي، و لا تلحف في مسألته.

و قالوا: الملوك لا تسأل و لا تشمّت، و لا تكيّف.

و قال الشاعر:

إن الملوك لا يخاطبونا # و لا إذا ملّوا يعاتبونا

و في المقال لا تنازعونا # و في العطاس لا يشمّتونا

و في الخطاب لا يكيّفونا # يثنى عليهم و يبجّلونا

فافهم وصاتي لا تكن مجنونا

و قالوا: من تمام خدمة الملوك أن يقرّب الخادم إليه نعليه، و لا يدعه يمشي إليهما، و يجعل النعل اليمنى قبالة الرجل اليمنى، و اليسرى قبالة الرجل اليسرى؛ و إذا رأى متكأ يحتاج إلى إصلاح أصلحه، و لا ينتظر فيه أمره، و يتفقد الدواة قبل أن يأمره، و ينفض عنها الغبار إذا قرّبها إليه، و إن رأى بين يديه قرطاسا قد تباعد عنه قرّبه إليه و وضعه بين يديه على كسره.

و قال أصحاب معاوية لمعاوية: إنا ربما جلسنا عندك فوق مقدار شهوتك، فأنت تكره أن تستخفّنا فتأمرنا بالقيام، و نحن نكره أن نثقل عليك في الجلوس، فلو جعلت لنا علامة نعرف بها ذلك؟فقال: علامة ذلك أن أقول: إذا شئتم.

و قيل مثل ذلك ليزيد بن معاوية، فقال: إذا قلت: على بركة اللّه.

و قيل مثل ذلك لعبد الملك بن مروان، فقال: إذا وضعت الخيزرانة.

و ما سمعت بألطف معنى، و لا أكمل أدبا، و لا أحسن مذهبا في مساءلة الملوك من شبيب بن شيبة و قوله لأبي جعفر: أصلحك اللّه، إني أحب المعرفة و أجلك عن السؤال. فقال له: فلان بن فلان.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست