نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 294
باب الكناية و التعريض
و من أحسن الكناية اللطيفة عن المعنى الذي يقبح ظاهره: قيل لعمر بن عبد العزيز، و قد نبت له حبن [1] تحت أنتييه [2] : أين نبت بك هذا الحبن؟قال: بين الرانفة [3] و الصّفن [4] .
و قال آخر، و نبت به حبن في إبطه، أين نبت بك هذا الحبن؟قال: تحت منكبي.
و قد كنى اللّه تعالى في كتابه عن الجماع بالملامسة، و عن الحدث بالغائط فقال:
أَوْ جََاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ اَلْغََائِطِ أَوْ لاََمَسْتُمُ اَلنِّسََاءَ[5] -و الغائط: الفحص، و جمعه غيطان- وَ قََالُوا مََا لِهََذَا اَلرَّسُولِ يَأْكُلُ اَلطَّعََامَ[6] و إنما كنى به عن الحدث.
و قال تعالى: وَ اُضْمُمْ يَدَكَ إِلىََ جَنََاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضََاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ[7] فكنى عن البرص.
و دخل الربيع بن زياد على النعمان بن المنذر و به وضح، فقال: ما هذا البياض بك؟فقال: سيف اللّه جلاه.
و دخل حارثة بن بدر على زياد و في وجهه أثر، فقال زياد: ما هذا الأثر الذي في وجهك؟قال: ركبت فرسي الأشقر فجمح بي. فقال: أما إنك لو ركبت الأشهب لما فعل ذلك. فكنى حارثة بالأشقر عن النبيذ، و كنى زياد بالأشهب عن اللبن.