نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 221
بين النبي صلّى اللّه عليه و سلم و قدري:
عبد الرحمن القصير قال: حدّثنا يونس بن بلال عن يزيد بن أبي حبيب أنّ رجلا قال للنبي صلّى اللّه عليه و سلم: يا رسول اللّه، أ يقدّر اللّه عليّ الشرّ ثم يعذّبني عليه؟قال: «نعم. و أنت أظلم» .
و حدّثني أبو عبد الرحمن المقري، يرفعه إلى أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: «لا تجالسوا أهل القدر و لا تفاتحوهم» .
و من حديث عبد اللّه بن مسعود، قال: ما كان كفر بعد نبوّة قط إلا كان مفتاحه التكذيب بالقدر.
أبو العتاهية و ابن أشرس بين يدي المأمون:
ثمامة بن أشرس قال: دخل أبو العتاهية على المأمون لما قدم العراق، فأمر له بمال و جعل يحادثه، فقال له يوما: ما في الناس أجهل من القدريّة. فقال له المأمون: أنت بصناعتك أبصر، فلا تتخطاها إلى غيرها. قال له: يا أمير المؤمنين، أجمع و بين من شئت منهم. فأرسل إليّ، فدخلت عليه، فقال لي: هذا يزعم أنك و أصحابك لا حجّة عندكم. قلت: فليسأل عما بدا له. فحرّك أبو العتاهية يده و قال: من حرّك هذه؟قلت: من ناك أمّه!فقال: يا أمير المؤمنين، شتمني. قلت له: نقضت أصلك يا ماص بظر أمّه!فضحك المأمون. فقلت له: يا جاهل!تحرّك يدك ثم تقول: من حرّكها؟فإن كان اللّه حرّكها فلم أشتمك؛ و إن كنت أنت المحرّك لها فهو قولي.
قال له المأمون: عندك زيادة في المسألة.
قال الكندي في الفن التاسع من التوحيد: اعلم أنّ العالم كله مسوس بالقضاء و القدر-أعني بالقضاء-ما قسم لكل معلول مما هو أصلح و أحكم، و أتقن في بنية الكل، لأنه جل ثناؤه خلق و أبدع مضطرا و مختارا بتمام القدرة، فلما كان المختار غير تام الحكمة؛ لأنّ تمام الحكمة لمبدع الكل، كان لو أطلق و اختياره لاختار كثيرا مما
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 221