responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 215

و كانت امرأته تلطف برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: كيف أنت يا أم عبد اللّه؟قالت:

كيف أكون و عبد اللّه بن عمرو رجل قد تخلّى من الدنيا!قال لها. كيف ذلك؟ قالت: حرّم النوم فلا ينام، و لا يفطر، و لا يطعم اللحم، و لا يؤدّي إلى أهله حقّهم.

قال: فأين هو؟قالت: خرج و يوشك أن يرجع الساعة. قال: فإذا رجع فاحبسيه عليّ. فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و جاء عبد اللّه و أوشك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في الرّجعة، فقال يا عبد اللّه بن عمرو، ما هذا الذي بلغني عنك أنك لا تنام. قال: و ما ذاك يا رسول اللّه؟قال: بلغني أنك لا تنام و لا تفطر. قال: أردت بذلك الأمن من الفزع الأكبر. قال: و بلغني أنك لا تطعم اللحم. قال: أردت بذلك ما هو خير منه في الجنة؟قال: و بلغني أنك لا تؤدّي إلى أهلك حقّهم. قال: أردت بذلك نساء هنّ خير منهن. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: يا عبد اللّه بن عمرو، إن لك في رسول اللّه أسوة حسنة؛ فرسول اللّه يصوم و يفطر، و يأكل اللحم، و يؤدّي إلى أهله حقوقهم. يا عبد اللّه بن عمرو، إن للّه عليك حقا، و إن لبدنك عليك حقا، و إن لأهلك عليك حقا.

فقال: يا رسول اللّه، ما تأمرني أن أصوم؟خمسة أيام و أفطر يوما؟قال: لا. قال:

فأصوم أربعة و أفطر يوما؟قال: لا. قال: فأصوم ثلاثة و أفطر يوما؟قال: لا. قال:

فيومين و أفطر يوما؟قال: لا. قال: فيوما؟ قال: ذلك صيام أخي داود. يا عبد اللّه بن عمرو؛ كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت‌ [1] عهودهم و مواثيقهم فكانوا هكذا؟و خالف بين أصابعه.

قال: فما تأمرني به يا رسول اللّه؟قال: تأخذ ما تعرف و تدع ما تنكر، و تعمل بخاصة نفسك، و تدع الناس و عوام أمرهم. قال: ثم أخذ بيده و جعل يمشي به حتى وضع يده في يد أبيه، و قال له: أطع أباك.

فلما كان يوم صفّين قال له أبوه عمرو بن العاص: يا عبد اللّه، اخرج فقاتل.

فقال: يا أبتاه، أ تأمرني أن أخرج فأقاتل و قد سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما سمعت


[1] مرجت: فسدت.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست