responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 216

و عهد إليّ ما عهد؟قال: أنشدك اللّه، أ لم يكن آخر ما قال لك أن أخذ بيدك فوضعها في يدي و قال: أطع أباك؟قال: اللهم بلى. قال: فإني أعزم عليك فلتخرج فتقاتل، قال: فخرج فقاتل متقلّدا بسيفين.

القول في القدر

لمحمد بن المنكدر:

أتى قوم من أهل القدر محمد بن المنكدر، فقالوا له: أنت الذي تقول إن اللّه يعذّب الخلق على ما قدّر عليهم؟فصرف وجهه عنهم و لم يجبهم، فقالوا له: أصلحك اللّه!إن كنت لا تجيبنا فلا تخلنا من بركة دعائك؛ فقال: اللهم لا تردنا بعقوبتك، و لا تمكر بنا في حيلتك، و لا تؤاخذنا بتقصيرنا عن رضاك، قليل أعمالنا تقبل، و عظيم خطايانا تغفر، أنت اللّه الذ لم يكن شي‌ء قبلك، و لا يكون شي‌ء بعدك، و لي الأشياء، ترفع بالهدى من تشاء، لا من أحسن استغنى عن عونك، و لا من أساء غلبك، و لا استبدّ شي‌ء عن حكومتك و قدرتك، لا ملجأ إلا إليك؛ فكيف لنا بالمغفرة و ليست إلا في يديك؟و كيف لنا بالرحمة و ليست إلا عندك؟حفيظ لا ينسى، و قديم لا يبلى، حيّ لا يموت؛ بك عرفناك، و بك اهتدينا إليك، و لو لا أنت لم ندر ما أنت، سبحانك و تعاليت.

فقال القوم: قد و اللّه أخبر و ما قصّر.

و قال: ذكر القدر في مجلس الحسن البصري، فقال: إنّ اللّه خلق الخلق للابتلاء، لم يطيعوه بإكراه، و لم يعصوه بغلبة، لم يهملهم من الملك، و هو القادر على ما أقدرهم عليه، و المالك لما ملّكهم إياه، فإن يأتمر العباد بطاعة اللّه لم يكن مثبّطا لهم‌ [1] . بل يزيدهم هدى إلى هداهم، و تقوى إلى تقواهم؛ و إن يأتمروا بمعصية اللّه كان اللّه قادرا على صرفهم إن شاء، و إن خلّى بينهم و بين المعصية فمن بعد إعذار و إنذار.


[1] مثبّطا: مقلّلا من عزيمتهم.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست