نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 166
و قال ابن هرمة:
للّه درّك من فتى فجعت به # يوم البقيع حوادث الأيام
هشّ إذا نزل الوفود ببابه # سهل الحجاب مؤدّب الخدّام [1]
و إذا رأيت صديقه و شقيقه # لم تدر أيّهما أخو الأرحام
التحبب إلى الناس
في الحديث المرفوع: أحبّ الناس إلى اللّه أكثرهم تحبّبا إلى الناس.
و فيه أيضا: إذا أحب اللّه عبدا حبّبه إلى الناس.
و من قولنا في هذا المعنى:
وجه عليه من الحياء سكينة # و محبّة تجري مع الأنفاس
و إذا أحبّ اللّه يوما عبده # ألقى عليه محبّة للناس.
و كتب عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إلى سعد بن أبي وقاص: إن اللّه إذا أحب عبدا حبّبه إلى خلقه. فاعتبر منزلتك من اللّه بمنزلتك من الناس. و اعلم أنّ مالك عند اللّه مثل ما للناس عندك.
و قال أبو دهمان لسعيد بن مسلم، و وقف إلى بابه فحجبه حينا ثم أذن له، فمثل بين يديه و قال: إن هذا الأمر الذي صار إليك و في يديك، قد كان في يدي غيرك، فأمسى و اللّه حديثا، إن خيرا فخير و إن شرّا فشرّ. فتحبّب إلى عباد اللّه بحسن البشر، و تسهيل الحجاب، و لين الجانب؛ فإنّ حبّ عباد اللّه موصول بحبّ اللّه، و بغضهم موصول ببغض اللّه؛ لأنهم شهداء اللّه على خلقه، و رقباؤه على من اعوجّ عن سبيله.
و قال الجارود: سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل.
[1] هش: أي يبشّ للناس و يستقبلهم بوجه عليه أمارات السرور.
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 166