نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 167
و قيل لمعاوية: من أحب الناس إليك؟قال: من كانت له عندي يد صالحة. قيل له: ثم من؟قال: من كانت لي عنده يد صالحة.
و قال محمد بن يزيد النّحويّ: أتيت الخليل، فوجدته جالسا على طنفسة صغيرة، فوسّع لي و كرهت أن أضيّق عليه. فانقبضت، فأخذ بعضدي و قرّبني إلى نفسه، و قال: إنه لا يضيق سمّ الخياط [1] بمتحابّين، و لا تسع الدنيا متباغضين.
و من قولنا في هذا المعنى:
صل من هويت و إن أبدى معاتبة # فأطيب العيش وصل بين إلفين
و اقطع حبائل خدن لا تلائمه # فربّما ضاقت الدنيا باثنين
صفة المحبة
لابن طاهر يصف الحب للمأمون:
أبو بكر الورّاق قال: سأل المأمون عبد اللّه بن طاهر ذا الرئاستين عن الحب، ما هو؟فقال: يا أمير المؤمنين، إذا تقادحت [2] جواهر النفوس المتقاطعة بوصل المشاكلة، انبعثت منها لمحة نور تستضيء بها بواطن الأعضاء، فتتحرّك لإشراقها طبائع الحياة، فيتصوّر من ذلك خلق حاضر للنفس، متصل بخواطرها، يسمى الحب.
و سئل حمّاد الراوية عن الحب، ما هو؟قال: الحب شجرة أصلها الفكر، و عروقها الذكر، و أغصانها السهر، و أوراقها الأسقام، و ثمرتها المنيّة.
و قال معاذ بن سهل: الحب أصعب ما ركب، و أسكر ما شرب، و أفظع ما لقي، و أحلى ما اشتهي، و أوجع ما بطن، و أشهى ما علن.