العقل يأمر بالعفاف و بالتّقي # و إليه يأوي الحلم حين يؤول [1]
فإن استطعت فخذ بفضلك فضله # إن العقول يرى لها تفضيل
و لبعضهم:
إذا جمّع الآفات فالبخل شرّها # و شرّ من البخل المواعيد و المطل [2]
و لا خير في عقل إذا لم يكن غنى # و لا خير في غمد إذا لم يكن نصل
و إن كان للإنسان عقل فعقله # هو النّصل و الإنسان من بعده فضل
يمثل ذو العقل في نفسه # مصائبه قبل أن تنزلا
فإن نزلت بغتة لم ترعه # لما كان في نفسه مثّلا [3]
رأى الهمّ يفضي إلى آخر # فصيّر آخره أوّلا
و ذو الجهل يأمن أيّامه # و ينسى مصارع من قد خلا [4]
الحكمة
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: ما أخلص عبد العمل للّه أربعين يوما إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.
و قال عليه الصلاة و السلام: الحكمة ضالة [5] المؤمن، يأخذها ممن سمعها و لا يبالي من أيّ وعاء خرجت.
و قال عليه الصلاة و السلام: لا تضعوا الحكمة عند غير اهلها فتظلموها، و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم.
و قال الحكماء: لا يطلب الرجل حكمة إلا بحكمة عنده.
[1] يؤول: يرجع.
[2] المطل: عدم الوفاء بالوعد.
[3] بغتة: أمرا غير متوقّع، داهية أو مصيبة، و ترعه: تخفه.
[4] خلا: سبق و تقدّم.
[5] ضالة المؤمن.