نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 85
كتاب الفريدة في الحروب و مدار أمرها
فرش كتاب الحروب
قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه
قد مضى قولنا في السلطان و تعظيمه و ما على الرعية من لزوم طاعته و إدامة نصيحته، و ما على السلطان من العدل في رعيته و الرفق بأهل مملكته. و نحن قائلون بعون اللّه و توفيقه في الحروب و مدار أمرها، و قود الجيوش و تدبيرها، و ما على المدبّر لها من أعمال الخدمة، و انتهاز الفرصة، و التماس الغرّة، و إذكاء العيون، و إفشاء الطلائع، و اجتناب المضايق، و التحفظ في البيات. هذا بعد معرفة أحكامها، و إحكام معرفته، و طول تجربته لها، و لمقاساة الحروب و معاناة الجيوش، و علمه أن لا درع كالصبر، و لا حصن كاليقين. ثم نذكر كرم الإقدام و محمود عاقبته، و لؤم الفرار و مذموم مغبّته، و اللّه المعين.
صفة الحروب
الحرب: رحى، ثفالها [1] الصبر؛ و قطبها المكر، و مدارها الاجتهاد، و ثقافها الأناة [2] ، و زمامها الحذر. و لكل شيء من هذه ثمرة: فثمرة المكر الظفر، و ثمرة الصبر التأييد، و ثمرة الاجتهاد التوفيق، و ثمرة الأناة اليمن، و ثمرة الحذر السلامة؛ و لكل