نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 352
فكأني أراك على عصاك هذه و قد انكفأ عليك العسكران يقولون: هذه عكرشة بنت الأطرش بن رواحة. فإن كدت لتقتلين أهل الشام لو لا قدر اللّه، و كان أمر اللّه قدرا مقدورا، فما حملك على ذلك؟قالت: يا أمير المؤمنين قال اللّه تعالى: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيََاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ[1] و إن اللبيب إذا كره أمرا لا يحب إعادته، قال: صدقت، فاذكري حاجتك. قالت: إنه كانت صدقاتنا تؤخذ من أغنيائنا فتردّ على فقرائنا؛ و إنّا قد فقدنا ذلك، فما يجبر لنا كسير؛ و لا ينعش لنا فقير؛ فإن كان ذلك عن رأيك فمثلك تنبّه من الغفلة و راجع التوبة، و إن كان عن غير رأيك فما مثلك استعان بالخونة و لا استعمل الظّلمة.
قال معاوية: يا هذه، إنه ينوبنا من أمور رعيّتنا أمور تنبثق، و بحور تنفهق [2] .
قالت: يا سبحان اللّه. و اللّه ما فرض اللّه لنا حقا فجعل فيه ضررا على غيرنا، و هو علام الغيوب.
قال معاوية: يا أهل العراق، نبّهكم عليّ بن أبي طالب فلم تطاقوا!ثم أمر بردّ صدقاتهم فيهم و إنصافهم.
قصة درامية الحجونية مع معاوية رحمه اللّه تعالى
سهل بن أبي سهل التميمي عن أبيه قال: حج معاوية، فسأله عن امرأة من بني كنانة كانت تنزل بالحجون، يقال له دارمية الحجونية؛ و كانت سوداء كثيرة اللحم، فأخبر بسلامتها؛ فبعث إليها فجيء بها؛ فقال: ما حالك يا ابنة حام؟فقالت: لست لحام إن عبتني؛ أنا امرأة من بني كنانة. قال: صدقت. أ تدرين لم بعثت إليك؟ قالت: لا يعلم الغيب إلا اللّه. قال: بعثت إليك لأسألك: علام أحببت عليّا و أبغضتني؛ و واليته و عاديتني؟قالت: أو تعفني. قال: لا أعفيك. قالت: أما إذ أبيت، فإني أحببت عليّا على عدله في الرعية، و قسمه بالسويّة؛ و أبغضتك على قتال