responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 351

و ألعقته أمرّ من الصّاب ثم رجعت إلى نفسي باللائمة، و قلت: لم لا أصرف ذلك إلى من هو أولى بالعفو منه؟فأتيتك يا أمير المؤمنين، لتكون في أمري ناظرا، و عليه معديا.

قال: صدقت!لا أسألك عن ذنبه و القيام بحجته. اكتبوا لها باطلاقه.

قالت: يا أمير المؤمنين؛ و أنّى لي بالرجعة و قد نفد زادي، و كلّت راحلتي؟فأمر لها براحلة و خمسة آلاف درهم.

وفود عكرشة بنت الأطرش على معاوية رحمه اللّه تعالى‌

أبو بكر الهذلي عن عكرمة قال: دخلت عكرشة بنت الأطرش بن رواحة على معاوية متوكّئة على عكاز لها، فسلّمت عليه بالخلافة ثم جلست؛ فقال لها معاوية: الآن يا عكرشة صرت عندك أمير المؤمنين؟قالت: نعم، إذ لا عليّ حيّ قال: أ لست المقلّدة حمائل السيوف بصفّين، و أنت واقفة بين الصّفين تقولين: أيها الناس، عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم إن الجنة لا يرحل عنها من أوطنها، و لا يهرم من سكنها، و لا يموت من دخلها؛ فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها، و لا تنصرم همومها، و كونوا قوما مستبصرين في دينهم مستظهرين بالصبر على طلب حقهم؛ إن معاوية دلف‌ [1] إليكم بعجم العرب غلف‌ [2] القلوب، لا يفقهون الإيمان و لا يدرون ما الحكمة؛ دعاهم بالدنيا فأجابوه، و استدعاهم إلى الباطل فلبّوه، فاللّه اللّه عباد اللّه في دين اللّه؛ إياكم و التواكل، فإن ذلك ينقض عرى الإسلام، و يطفئ نور الحق هذه بدر الصغرى، و العقبة الأخرى. يا معشر المهاجرين و الأنصار، امضوا على بصيرتكم، و اصبروا على عزيمتكم، فكأني بكم غدا و لقد لقيتم أهل الشام كالحمر الناهقة تصقع‌ [3] صقع البقر، و تروث روث العتاق.


[1] دلف إليكم: مشى.

[2] غلف القلوب: أي على قلوبهم أكفّة لا يفقهون و لا يسمعون.

[3] تصقع: تخلّف الرائحة الكريهة.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست