نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 342
وفود رؤبة على أبي مسلم
الأصمعي قال: حدّثنا رؤبة قال: قدمت على أبي مسلم صاحب الدعوة، فأنشدته، فناداني: يا رؤبة، فنوديت له من كل مكان: يا رؤبة!فأجبت:
لبّيك إذ دعوتني لبّيكا # أحمد ربّا ساقني إليكا
الحمد و النّعمة في يديكا
قال: بل في يدي اللّه عز و جل. قلت: و أنت لما أنعمت حمدت. ثم استأذنت في الإنشاد فأذن لي، فأنشدته:
ما زال يأتي الملك من أقطاره # و عن يمينه و عن يساره
مشمّرا لا يصطلي بناره # حتى أقرّ الملك في قراره
فقال: إنك أتيتنا و قد شفّ [1] المال و استنفضه الإنفاق، و قد امرنا لك بجائزة و هي تافهة يسيرة، و منك العود و علينا المعوّل، و الدهر أطرق مستتبّ [2] ، فلا تلق بجنبيك الأسدّة [3] .
قال: فقلت: الذي أفادني الأمير من كلامه أحبّ إليّ من الذي أفادني من ماله.
وفود العتابي على المأمون
الشّيباني قال: كان كلثوم العتابي أيام هارون الرشيد في ناحية المأمون، فلما خرج إلى خراسان شيّعه إلى قومس حتى وقف على سنداد كسرى، فلما حاول وداعه قال له المأمون: لا تدع زيارتنا إن كان لنا من هذا الأمر شيء. فلما أفضت الخلافة إلى المأمون وفد إليه العتابي زائرا، فحجب عنه، فتعرّض ليحيى بن أكثم فقال: أيها القاضي، إن رأيت أن تذكّر بي أمير المؤمنين. فقال له يحيى: ما أنا بالحاجب. قال