نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 341
الركاب برّا و تمرا و ثيابا. فجعل النابغة يستعجل فيأكل الحبّ صرفا. فقال ابن الزبير: ويح أبي ليلى!لقد بلغ به الجهد. قال النابغة: أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: ما ولّيت قريش فعدلت، و استرحمت فرحمت، و حدثت فصدقت، و وعدت خيرا فأنجزت، فأنا و النبيون فرّاط القاصفين.
قال الزبير بن بكار: الفارط: الذي يتقدم إلى الماء يصلح الرّشاء و الدّلاء و القاصف: الذي يتقدم لشراء الطعام.
وفود أهل الكوفة على ابن الزبير رحمه اللّه تعالى
قال: لما قتل مصعب بن الزبير المختار بن أبي عبيد، خرج حاجّا فقدم على أخيه عبد اللّه بن الزّبير بمكة و معه وجوه أهل العراق، فقال له: يا أمير المؤمنين جئتك بوجوه أهل العراق، لم أدع لهم بها نظيرا، لتعطيهم من هذا المال. قال: جئتني بعبيد أهل العراق لأعطيهم مال اللّه. و اللّه لا فعلت. فلما دخلوا عليه و أخذوا مجالسهم، قال لهم: يا أهل الكوفة، وددت و اللّه أن لي بكم من أهل الشام صرف الدينار و الدرهم، بل لكل عشرة رجلا. قال عبيد اللّه بن ظبيان: أ تدري يا أمير المؤمنين ما مثلنا و مثلك فيما ذكرت؟قال: و ما ذلك؟قال: فإن مثلنا و مثلك و مثل أهل الشام كما قال أعشى بكر من وائل:
علّقتها عرضا و علّقت رجلا # غيري و علّق أخرى غيرها الرّجل [1]
أحببناك نحن، و أحببت أنت أهل الشام، و أحبّ أهل الشام عبد الملك.
ثم إنصرف القوم من عنده خائبين. فكاتبوا عبد الملك بن مروان و غدروا بمصعب بن الزبير.
[1] علّق: أحب، و العرض: الزائل الذي لا يدوم و غير الثابت.
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 341