responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 323

قبلكم من الولاة ليصلون رحمي، و يعرفون حقي، و إنك و أباك منعتماني ما عند كما حتى ركبني من الدّين ما و اللّه لو أن عبدا مجدّعا حبشيّا أعطاني بها ما أعطاني عبد ثقيف لزوّجتها؛ فإنما فديت بها رقبتي من النار. قال: فما راجعه كلمة حتى عطف عنانه، و مضى حتى دخل على عبد الملك-و كان الوليد إذا غضب عرف ذلك في وجهه-فلما رآه عبد الملك قال: مالك أبا العباس؟قال: إنك سلّطت عبد ثقيف و ملّكته و رفعته حتى تفخّذ نساء عبد مناف، و أدركته الغيرة. فكتب عبد الملك إلى الحجّاج يعزم عليه ألاّ يضع كتابه من يده حتى يطلّقها... فما قطع الحجّاج عنها رزقا و لا كرامة يجريها عليها حتى خرجت من الدنيا. قال: و ما زال واصلا لعبد اللّه بن جعفر حتى هلك. قال بديح: فما كان يأتي علينا هلال إلا و عندنا غير مقبلة من الحجاج، عليها لطف و كسوة و ميرة، حتى لحق عبد اللّه بن جعفر باللّه.

ثم استأذن ابن جعفر على عبد الملك، فلما دخل عليه استقبله عبد الملك بالترحيب، ثم أخذ بيده فأجلسه معه على سريره، ثم سأله فألطف المسألة، حتى سأله عن مطعمه و مشربه. فلما انقضت مسألته، قال له يحيى بن الحكم: أ من خبثة كان وجهك يا أبا جعفر؟قال: و ما خبثة؟قال: أرضك التي جئت منها. قال: سبحان اللّه، رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يسميها طيبة و تسميها خبثة؟لقد اختلفتما في الدنيا و أظنكما في الآخرة مختلفين.

فلما خرج من عنده هيّأ له ابن جعفر هدايا و ألطافا. فقلت لبديح: ما قيمة ذلك؟قال: قيمته مائة ألف. من وصفاء و وصائف و كسوة و حرير و لطف من لطف الحجاز. قال: فبعثني بها، فدخلت عليه و ليس عنده أحد. فجعلت أعرض عليه شيئا شيئا. قال: فما رأيت مثل إعظامه لكل ما عرضت عليه من ذلك، و جعل يقول كلما أريته شيئا: عافى اللّه أبا جعفر!و ما رأيت كاليوم، و ما نريد أن يتكلف لنا شيئا من هذا، و إن كنا لمتذمّمين محتشمين. قال: فخرجت من عنده و أذن لأصحابه.

و اللّه لبينا أنا عند بن جعفر أحدّثه عن تعجب عبد الملك و إعظامه لما أهدى

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست