responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 314

قائله حسان بن ثابت شاعر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

ثم التفت إلى الجواري اللاتي عن يساره، فقال: باللّه أبكيننا. فاندفعن يتغنين و يخفقن بعيدانهن و يقلن:

لمن الدار أقفرت بمعان # بين أعلى اليرموك فالخمان‌ [1]

ذاك مغنى لآل جفنة في الدّهـ # ر محلا لحادث الأزمان

قد أراني هناك دهرا مكينا # عند ذي التاج مقعدي و مكاني

و دنا الفصح فالولائد ينظمـ # ن سراعا أكلّة المرجان

لم يعلّلن بالمغافر و الصّمـ # غ و لا نقف حنظل الشّريان‌ [2]

قال: فبكى حتى جعلت الدموع تسيل على لحيته؛ ثم قال: أ تدري من قائل هذا؟ قلت: لا أدري. قال: حسان بن ثابت. ثم أنشأ يقول:

تنصّرت الأشراف من عار لطمة # و ما كان فيها لو صبرت لها ضرر

تكنّفني منها لجاج و نخوة # و بعت لها العين الصحيحة بالعور

فيا ليت أمي لم تلدني و ليتني # رجعت إلى الأمر الذي قال لي عمر

و يا ليتني أرعى المخاض بقفرة # و كنت أسيرا في ربيعة أو مضر

و يا ليت لي بالشام أدنى معيشة # أجالس قومي ذاهب السمع و البصر

ثم سألني عن حسان: أ حيّ هو؟قلت: نعم، تركته حيّا. فأمر لي بكسوة و مال و نوق موقرة برّا. ثم قال لي: إن وجدته حيّا فادفع إليه الهدية و أقرئه سلامي، و إن وجدته ميتا فادفعها إلى أهله و انحر الجمال على قبره.

فلما قدمت على عمر أخبرته خبر جبلة و ما دعوته إليه من الإسلام و الشرط الذي شرطه و أني ضمنت له التزويج و لم أضمن له الإمرة، فقال: هلا ضمنت له الإمرة؛ فإذا أفاء اللّه به إلى الإسلام قضى عليه بحكمه عز و جل.


[1] الخمّان: من نواحي دمشق.

[2] المغافير: صمغ شبية بالناطف ينضحه العرفط و الشريان: شجر من عضاه الجبال.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست