نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 261
أعبد، و ثلاث إماء، و فرسي هذا حبس في سبيل اللّه، فامدحني على حسب ما أخبرتك. فقال:
تجن قلوصي في معدّ، و إنّما # تلاقي الرّبيع في ديار بني ثعل
و أبقى الليالي من عديّ بن حاتم # حساما كنصل السيف سلّ من الخلل [1]
أبوك جواد لا يشقّ غباره # و أنت جواد لست تعذر بالعلل
فإن تفعلوا شرّا فمثلكم اتّقي # و إن خيرا فمثلكم فعل
قال له عدي: أمسك؛ لا يبلغ مالي أكثر من هذا.
أصفاد الملوك على المدح
سعيد بن مسلم الباهلي قال: قدم على الرشيد أعرابي من باهلة و عليه جبة حبرة، و رداء يمان قد شدّه على وسطه ثم ثناه على عاتقه، و عمامة قد عصبها على فوديه و أرخى لها عذبة [2] من خلفه، فمثل بين يدي الرشيد، فقال سعيد: يا أعرابي، خذ في شرف أمير المؤمنين. فاندفع في شعره. فقال الرشيد: يا أعرابي، أسمعك مستحسنا و أنكرك متّهما؛ فقل لنا بيتين في هذين-يعني محمدا الأمين و عبد اللّه المأمون ابنيه، و هما عن حفافيه، فقال: يا أمير المؤمنين، حملتني على الوعر القردد [3] و رجعتني عن السّهل الجدد [4] ، روعة الخلافة، و بهر الدرجة، و نفور القوافي على البديهة؛ فأرودني [5] تتألف لي نوافر و يسكن روعي. قال: قد فعلت، و جعلت اعتذارك بدلا من امتحانك. قال: يا أمير المؤمنين، نفّست الخناق، و سهلت ميدان السباق؛ فأنشأ يقول: