نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 254
فهؤلاء أجواد الإسلام المشهورون في الجود المنسوبون إليه، و هم أحد عشر رجلا كما ذكرنا و سمّينا، و بعدهم طبقة أخرى من الأجواد، قد شهروا بالجود و عرفوا بالكرم، و حمدت أفعالهم، و سنذكر ما أمكننا ذكره منها إن شاء اللّه تعالى.
الطبقة الثانية من الأجواد
فمنهم الحكم بن حنطب
قيل لنصيب بن رباح: خرف شعرك أبا محجن!قال لا، و لكن خرف الكرم؛ لقد رأيتني و مدحت الحكم بن حنطب، فأعطاني ألف دينار و مائة ناقة و أربعمائة شاة.
و سأل أعرابي الحكم بن حنطب، فأعطاه خمسمائة دينار، فبكى الأعرابي، فقال:
ما يبكيك يا أعرابي؟لعلك استقللت ما أعطيناك!قال: لا و اللّه، و لكني أبكي لما تأكل الأرض منك، ثم أنشأ يقول:
و كأنّ آدم حين حان وفاته # أوصاك و هو يجود بالحوباء [1]
ببنيه أن ترعاهم فرعيتهم # فكفيت آدم علية الأبناء [2]
العتبي قال: أخبرني رجل من أهل منبج، قال: قدم علينا الحكم بن حنطب و هو مملق [3] فأغنانا!قال له: كيف أغناكم و هو مملق؟قال: علّمنا المكارم، فعاد غنيّنا على فقيرنا.
و منهم معن بن زائدة
و كان يقال فيه: حدّث عن البحر و لا حرج، و حدّث عن معن و لا حرج.
و أتاه رجل يسأله أن يحمله، فقال: يا غلام، أعطه فرسا و برذونا و بغلا و عيرا و بعيرا و جارية. و قال: لو عرفت مركوبا غير هؤلاء لأعطيتك.