نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 247
ابن أبي بكرة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و مسلم بن زياد، و عبيد اللّه بن معمر القرشي ثم التيمي. و طلحة الطلحات، و هو طلحة بن عبد اللّه بن خلف الخزاعي، و له يقول الشاعر يرثيه، و مات بسجستان و هو وال عليها.
نضّر اللّه أعظما دفنوها # بسجستان طلحة الطّلحات
و أجواد أهل الكوفة ثلاثة في عصر واحد، و هم: عتّاب بن ورقاء الرّياحي و أسماء ابن خارجة الفزاريّ. و عكرمة بن ربعي الفيّاض.
فمن جود عبيد اللّه بن عباس
أنه أول من فطّر جيرانه. و أول من وضع الموائد على الطرق، و أول من حيّا على طعامه، و أول من أنهبه، و فيه يقول شاعر المدينة:
و في السّنة الشهباء أطعمت حامضا # و حلوا و لحما تامكا و ممزّعا [1]
و أنت ربيع لليتامى و عصمة # إذا المحل من جوّ السّماء تطلّعا
أبوك أبو الفضل الذي كان رحمة # و غوثا و نورا للخلائق أجمعا
و من جوده أنه أتاه رجل و هو بفناء داره فقام بين يديه فقال: يا بن عباس إن لي عندك يدا و قد احتجت إليها. فصعّد فيه بصره و صوبه [2] ، فلم يعرفه، ثم قال له: ما يدك عندنا؟قال: رأيتك واقفا بزمزم و غلامك يمتج [3] لك من مائها و الشمس قد صهرتك، فظلّلتك بطرف كسائي حتى شربت. قال: إني لأذكر ذلك و إنه يتردّد بين خاطري و فكري. ثم قال لقيّمه: ما عندك؟قال: مائتا دينار و عشرة آلاف درهم.
قال: ادفعها إليه و ما أراها تفي بحق يده عندنا. فقال له الرجل: و اللّه لو لم يكن لإسماعيل ولد غيرك لكان فيه ما كفاه، فكيف و قد ولد سيد الأولين و الآخرين محمدا صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم شفع بك و بأبيك.
[1] السنة الشهباء: التي لا خضرة فيها و لا مطر و تامكا: مكتنزا، و ممزّعا: مقطّعا.