responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 24

و لا عاقبت للغضب. و استكفيت‌ [1] ، و أثبت‌ [2] على الغناء لا للهوى. و أودعت القلوب هيبة لم يشبها مقت‌ [3] ، و ودّا لم تشبه جرأة. و عممت بالقوت، و منعت الفضول.

لأعرابي في وصف أمير

و ذكر أعرابي أميرا فقال: كان إذا ولى لم يطابق بين جفونه، و أرسل العيون على عيونه‌ [4] ؛ فهو غائب عنهم شاهد معهم؛ فالمحسن راج و المسي‌ء خائف.

و قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: لا يصلح لهذا الأمر إلا اللين في غير ضعف، القويّ في غير عنف.

بين الوليد بن عبد الملك و أبيه في السياسة

و قال الوليد بن عبد الملك لأبيه: يا أبت، ما السياسة؟قال: هيبة الخاصة مع صدق مودّتها و اقتياد قلوب العامة بالإنصاف لها، و احتمال هفوات الصنائع‌ [5] .

لأرسطوطاليس يوصي الإسكندر

و كتب أرسطوطاليس إلى الإسكندر: أملك الرعية بالإحسان إليها تظفر بالمحبة منها، فإنّ طلبك ذلك منها بإحسانك أدوم بقاء منه باعتسافك‌ [6] . و اعلم أنك إنما تملك الأبدان فاجمع لها القلوب بالمحبة؛ و اعلم أن الرعية إذا قدرت أن تقول قدرت أن تفعل؛ فاجهد ألاّ تقول تسلم من أن تفعل.

و قال أردشير لأصحابه: إني إنما أملك الأجساد لا النيّات، و أحكم بالعدل لا بالرضى، و أفحص عن الأعمال لا عن السرائر.


[1] استكفيت: ولّيت الأكفاء.

[2] أثبت: أجزت و كافأت.

[3] المقت: البغض.

[4] العيون: الجواسيس.

[5] الصنائع: أي الرجال الذين اتخذهم السلطان لنفسه و كلّفهم ببعض المهام.

[6] الاعتساف: الجور و الظلم.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست