نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 232
عين. فلما وضع يديه للقيام، قال: يا أمير المؤمنين، و زوّجت ابني محمدا فصار عليّ فيه ألف دينار. قال: و لابنه محمد ألف دينار.
قال: فلقد مات مالك و تركها لوارثه في مزود.
و قال الأصمعي: حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: كان الربيع بن خثيم في ألف و مائة من العطاء فكلم فيه أبي معاوية فألحقه بألفين؛ فلما حضر العطاء نودي الربيع بن خثيم، فقيل له: في ألفين. فقعد، فنظروا فوجدوا على اسمه مكتوبا: كلّم فيه يحيى بن طلحة أمير المؤمنين فألحقه بألفين.
و قال رجل لإبراهيم بن أدهم: يا أبا إسحاق، كنت أريد أن تقبل مني هذه الجبة كسوة. قال: إن كنت غنيا قبلتها منك، و إن كنت فقيرا لم أقبلها منك. قال: فإني غني. قال: و كم مالك؟قال: ألفا دينار. قال: فأنت تودّ أنها أربعة آلاف؟قال:
نعم. قال: فأنت فقير، لا أقبلها منك.
و أمر إبراهيم بن الأغلب المعروف بزيادة اللّه، بمال يقسم على الفقهاء، فكان منهم من قبل و منهم من لم يقبل، فكان أسد بن الفرات فيمن قبل، فجعل زيادة اللّه يغمص [1] على كل من قبل منهم، فبلغ ذلك أسد بن الفرات، فقال: لا عليه، إنما أخذنا بعض حقوقنا و اللّه سائله عما بقى! و قد فخرت العرب بأخذ جوائز الملوك و كان من أشرف ما يتموّلونه، فقال ذو الرمة:
و ما كان مالي من تراث ورثته # و لا دية كانت و لا كسب مأثم
و لكن عطاء اللّه من كلّ رحلة # إلى كلّ محجوب السّرادق خضرم [2]
و قال آخر يهجو مروان بن أبي حفصة و يعيبه بأخذه من العامة و يفخر بأنه لا يأخذ إلا من الملوك، فقال: