responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 223

هو و المنصور أيضا

و أوصل أبو دلامة إلى العبّاس بن منصور رقعة فيها هذه الأبيات:

قف بالديار و أيّ الدهر لم تقف # على منازل بين السّهل و النجف

و ما وقوفك في أطلال منزلة # لو لا الذي استحدثت في قلبك الكلف‌ [1]

إن كنت أصبحت مشغوفا بجارية # فلا و ربّك لا يشفيك من شغف

و لا يزيدك إلاّ العلّ من أسف # فهل لقلبك من صبر على الأسف‌ [2]

هذي مقالة شيخ من بني أسد # يهدي السّلام إلى العبّاس في الصّحف

تخطّها من جواري المصر كاتبة # قد طالما ضربت في اللام و الألف

و طالما اختلفت صيفا و شاتية # إلى معلّمها باللّوح و الكتف

حتى إذا ما استوى الثّديان و امتلأت # منها و خيفت على الإسراف و القرف‌ [3]

صينت ثلاث سنين ما ترى أحدا # كما تصان ببحر درّة الصّدف

بينا الفتى يتمشّى نحو مسجده # مبادرا لصلاة الصّبح بالسّدف‌ [4]

حانت له نظرة منها فأبصرها # مطلّة بين سجفيها من الغرف

فخرّ في التّرب ما يدري غداتئذ # أخّر منكشفا أو غير منكشف

و جاءه القوم أفواجا بمائهم # لينضحوا الرجل المغشىّ بالنّطف‌ [5]

فوسوسوا بقران في مسامعه # خوفا من الجنّ و الإنسان لم يخف...

... شيئا، و لكنه من حبّ جارية # أمسى و أصبح من موت على شرف

قالوا لك الخير ما أبصرت قلت لهم # جنّيّة أقصدتني من بني خلف

أبصرت جارية محجوبة لهم # تطلّعت من أعالي القصر ذي الشّرف

فقلت: أيّكم و اللّه يأجره # يعير قوّته منّي إلى ضعفي

فقام شيخ بهيّ من تجارهم # قد طالما خدع الأقوام بالحلف


[1] الكلف: العاشق.

[2] العلّ: المرض و العلّة.

[3] القرف: التهمة.

[4] السّدف: جمع سدفة و هي الظلمة.

[5] النّطف: جمع نطفة، و هو الماء الصافي قلّ أو كثر.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست