نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 221
و أدخله عليه، فقال له: أين بت الليلة أبا دلامة؟قال: مع الدجاج يا أمير المؤمنين.
قال: فما كنت تصنع؟قال: كنت أقاقي معهن حتى أصبحت. فضحك المهدي و أمر له بصلة جزيلة، و خلع عليه كسوة شريفة.
بين أبي دلامة و عيسى بن موسى
و كتب أبو دلامة إلى عيسى بن موسى و هو و الي الكوفة رقعة فيها هذه الأبيات:
إذا جئت الأمير فقل سلام # عليك و رحمة اللّه الرّحيم
فأمّا بعد ذاك فلي غريم # من الأنصار قبح من غريم
لزوم ما علمت لباب داري # لزوم الكلب أصحاب الرّقيم [1]
له مائة عليّ و نصف أخرى # و نصف النصف في صكّ قديم
دراهم ما انتفعت بها و لكن # و صلت بها شيوخ بني تميم
أتوني بالعشيرة يسألوني # و لم أك في العشيرة باللئيم
قال: فبعث إليه بمائة ألف درهم.
أبو دلف و أبو دلامة
و لقي أبو دلامة أبو دلف في مصاد له و هو و الي العراق، فأخذ بعنان فرسه و أنشده:
إني حلفت لئن رأيتك سالما # بقرى العراق و أنت ذو و فر
لتصلينّ علي النبيّ محمّد # و لتملأنّ دراهما حجري [2]
فقال: أمّا الصلاة على النبيّ فنعم، صلّى اللّه عليه و سلّم. و أما الدراهم، فلمّا نرجع إن شاء اللّه تعالى. قال: له: جعلت فداك. لا تفرق بينهما. فاستلفها له و صبّت في حجره حتى أثقلته.
[1] أصحاب الرقيم: أصحاب الكهف، و في معنى لرقيم أقوال مختلفة، فقيل: هو الكتاب، و قيل: هو كتبت فيه أسماؤهم، أو هو الدواة، أو هو القرية أو هو الوادي.