responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 183

و لا نأخذ من الفي‌ء إلا أعطياتنا، و لا نقاتل إلا من قاتلنا. قال: لا بدّ من ردّكم إلى ابن زياد. قال: و إن أراد قتلنا؟قال: و إن أراد قتلكم. قال: فتشرك في دمائنا؟ قال: نعم. فشدّوا عليه شدّة رجل واحد فهزموه و قتلوا أصحابه.

ثم وجه إليهم ابن زياد عبّادا، فقاتلهم يوم الجمعة حتى كان وقت الصلاة، فناداهم أبو بلال: يا قوم، هذا وقت الصلاة فوادعونا حتى نصلّي‌[و تصلوا] [1] .

فوادعوهم؛ فلما دخلوا في الصلاة شدّوا عليهم فقتلوهم، و هم بين راكع و ساجد و قائم في الصلاة و قاعد. فقال عمران بن حطّان يرثي أبا بلال:

يا عين بكّي لمرداس و مصرعه # يا ربّ مرداس اجعلني كمرداس

أبقيتني هائما أبكي لمرزئتي # في منزل موحش من بعد إيناس‌ [2]

أنكرت بعدك ما قد كنت أعرفه # ما الناس بعدك يا مرداس بالناس

إمّا شربت بكأس دار أوّلها # على القرون فذاقوا جرعة الكاس

فكلّ من لم يذقها شارب عجلا # منها بأنفاس ورد بعد أنفاس‌

و ليس في الفرق كلها و أهل البدع أشد بصائر من الخوارج، و لا أكثر اجتهادا، و لا أوطن‌ [3] أنفسا على الموت؛ منهم الذي طعن فأنفذه الرمح فجعل يسعى إلى قاتله و يقول: عجلت إليك ربّ لترضى.

و لما مالت الخوارج إلى أصبهان حاصرت بها عتّاب بن ورقاء سبعة أشهر يقاتلهم في كل يوم و كان مع عتّاب بن ورقاء رجل يقال له: شريح. و يكنى أبا هريرة، فكان يخرج إليهم في يوم فيناديهم:

يا بن أبي الماحوز و الأشرار # كيف ترون يا كلاب النار [4]

شدّ أبي هريرة الهرّار # يعروكم بالليل و النّهار

و هو من الرّحمن في جوار


[1] زيادة من الكامل للمبرّد.

[2] المرزئة: المصيبة.

[3] أوطن: أكثر تصميما.

[4] الماحوز: يريد الزبير بن علي بن الماحوز و كان على الخوارج.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست