responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 158

فأشار إلى واحدة منها فرماها فأقصدها، ثم اشتويا و أكلا، فلما انقضى طعامهما فوّق له الأعرابي سهما ثم قال له: أين تريد أن أصيبك؟فقال له: اتق اللّه و احفظ زمام الصحبة. قال: لا بدّ منه!قال له: اتق اللّه ربك و استبقني، و دونك البغل و الخرج فإنه مترع مالا. قال: فاخلع ثيابك. فانسلخ من ثيابه ثوبا ثوبا حتى بقي مجرّدا. قال له:

اخلع أمواقك‌ [1] . و كان لابسا خفّين طائفيّين، فقال له: اتق اللّه فيّ و دع لي الخفين أتبلّغ بهما من الحرّ، فإن الرّمضاء تحرق قدميّ. قال: لا بدّ منه. قال فدونك الخف فاخلعه. فلما تناول الخفّ، ذكر الرجل خنجرا كان معه في الخف، فاستخرجه ثم ضرب به صدره فشقه إلى عانته، و قال له: الاستقصاء فرقة. فذهبت مثلا. و كان هذا الأعرابي من رماة الحدق‌ [2] .

بين لص و رام‌

و حدّث العتبي عن بعض أشياخه قال: كنت عند المهاجر بن عبد اللّه و الى اليمامة، فأتي بأعرابي كان معروفا بالسرق فقال له: أخبرني عن بعض عجائبك. قال: عجائبي كثيرة، و من أعجبها أنه كان لي بعير لا يسبق، و كانت لي خيل لا تلحق، فكنت أخرج فلا أرجع خائبا، فخرجت يوما فاحترشت‌ [3] ضبّا، فعلّقته على قتبي، ثم مررت بخباء ليس فيه إلا عجوز ليس معها غيرها، فقلت: يجب أن يكون لهذه رائحة من غنم و إبل. فلما أمسيت إذا بإبل مائة، و إذا شيخ عظيم البطن، شثن الكفين‌ [4] ، و معه عبد أسود، فلما رآني رحب بي، ثم قام إلى ناقة فاحتلبها، و ناولني العلبة. فشربت ما يشرب الرجل، فتناول الباقي فضرب به جبهته، ثم احتلب تسع أينق فشرب ألبانهن، ثم نحر حوارا [5] فطبخه، فأكلت شيئا، و أكل الجميع حتى ألقى عظامه بيضا، و جثا على كومة من البطحاء و توسدها ثم غط غطيط البكر. فقلت:


[1] الأمواق: جمع موق، و هو خفّ غليظ يلبس فوق الخفّ.

[2] رماة الحدق: أي المهرة الحاذقين في الرميّ.

[3] احترشت: اصطدت.

[4] شنن الكفّين: غليظهما.

[5] الحوار: ولد الناقة، من وقت ولادته إلى وقت فطامه.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست