إبراهيم الشيباني قال: كان رجل من أهل الكوفة قد بلغه عن رجل من أهل لسلطان أنه يعرض له ضيعة بواسط في مغرم لزمه للخليفة؛ فحمل وكيلا له على بغل و أترع [3] له خرجا بدنانير، و قال له: اذهب إلى واسط فاشتر لي هذه الضيعة المعروضة، فإن كفاك ما في هذا الخرج و إلا فاكتب إلى أمدّك بالمال. فخرج، فلما أصحر عن البيوت، لحق به أعرابي راكب على حمار معه قوس و كنانة؛ فقال له: إلى أين تتوجه؟فقال: إلى واسط. قال: فهل لك في الصّحبة؟قال: نعم. فسارا حتى فوّزا، فعنت لهما ظباء، فقال له الأعرابي: أيّ هذه الظباء أحبّ إليك: المتقدم منها أم المتأخر فأزكّيه [4] لك؟قال له: المتقدم. فرماه فخرمه بالسهم، فاشتويا و أكلا، فاغتبط الرجل بصحبة الأعرابي، ثم عنّ له زفّة قطا، فقال: أيها تريد فأصرعها لك؟
[1] الهباء: الشيء المنبث الذي تراه في الكوى من ضوء الشمس شبيها بالغبار.