و ابن صبح سادرا يودعني # ماله في الناس ما عثت مجير [2]
و قال الحارث لامرأته، و ذلك أنها نظرت إليه و هو يحدّ حربة يوم فتح مكة فقالت له: ما تصنع بهذه؟قال: أعددتها لمحمد و أصحابه. فقالت: ما أرى يقوم لمحمد و أصحابه شيء. قال: و اللّه إني لأرجو أن أخدمك بعضهم!ثم أنشأ يقول:
إن يقبلوا اليوم فما بي علّه # هذا سلاح كامل و ألّه [3]
و ذو غرارين سريع السّله
فلما لقيهم خالد يوم الخندمة [4] انهزم الرجل، فلامته امرأته، فقال:
إنك لو شاهدت يوم الخندمة # إذ فرّ صفوان و فرّ عكرمه
و أبو يزيد قائم كالموتمه # و لحقتنا بالسيوف المسلمة [5]
يفلقن كلّ ساعد و جمجمه # ضربا فلا تسمع إلاّ غمغمه [6]
لهم نهيت خلفنا و همهمه # لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه [7]
بين ابن زياد و ابن زرعة
و كان أسلم بن زرعة وجّهه عبيد اللّه بن زياد لحرب أبي بلال الخارجي في ألفين، و أبو بلال في أربعين رجلا: فشدّوا عليه شدّة رجل واحد فانهزم هو و أصحابه، فلما