و قيل للآخر: أ لا تغزو العدوّ؟قال: و اللّه إني لأبغض الموت على فراشي، فكيف أخبّ [1] إليه ركضا!
لحسان يعير الحارث بن هشام
و مما قيل في الفرّارين الجبناء من الشعر قول حسان بن ثابت يعيّر الحارث بن هشام بفراره يوم بدر، و قد تقدم ذكر ذلك:
إن كنت كاذبة الذي حدّثتني # فنجوت منجى الحارث بن هشام
ترك الأحبّة لم يقاتل دونهم # و نجا برأس طمرّة و لجام [2]
ملأت به الفرجين فامتدّت به # و ثوى أحبّته بشرّ مقام
و قال بعض العراقيين في رجل أكول جبان:
إذا صوّت العصفور طار فؤاده # و ليث حديد الناب عند الثّرائد
و قال فيه:
ضعيف القلب رعديد # عظيم الخلق و المنظر [3]
رأى في النوم عصفورا # فوارى نفسه أشهر
و قال آخر:
لو جرت خيل نكوصا # لجرت خيل ذفافة [4]
هي لا خيل رجاء # لا و لا خيل مخافه
خرجنا نريد مغارا لنا # و فينا زياد أبو صعصعه
فستّة رهط به خمسة # و خمسة رهط به أربعة
[1] الخبب: نوع من العدو.
[2] الطمرّة: الأنثى من الجياد، و هي المستفزة للوثب و العدو، و قيل: هي الطويلة القوائم.
[3] رعديد: جبان.
[4] النكوص: الهرب و التراجع.