و قال آخر:
على خشبات الملك منه مهابة # و في الحرب عبل الساعدين قروع
يشقّ الوغى عن رأسه فضل نجدة # و أبيض من ماء الحديد وقيع
و مما يجوز في العصا قول أبي الشيص:
أنعي فتىّ مصّ الثرى بعده # بقيّة الماء من العود
أنعي فتى الجود إلى الجود # ما مثل من أنعي بموجود
و من هذا الباب قول عبد اللّه بن جدعان:
فلم أر مثلهم حيّين أبقى # على الحدثان إن طرقت طروقا [1]
و أضرب عند ضنك الأمر منهم # و أسلكهم لأحزنه طريقا
شريت صلاحهم بتلاد مالي # فعاد الغصن معتدلا و ريقا [2]
و يقولون للرجل إذا أثرى و أفاد و كثرت نعمته: «ضع عصاك» ، و «قد وضع عصاه» .
و قال أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل:
و نجرّ الأذيال في نعمة زو # ل تقولان ضع عصاك لدهر
و يقولون للمستوطن في البلد و المستطيب للمكان: «قد ألقى عصاه» .
و قال زهير بن أبي سلمى:
فلما وردن الماء زرقا جمامه # و ضعن عصي الحاصر المتخيّم
[1] الحدثان: حوادث الدهر و نوبه، الطروق: المجيء بالليل.
[2] التليد: القديم، ضد الطريف.