نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 82
ينطق حتى أتوه بمخصرة، فرطلها [1] بيده فلم تعجبه حتى أتوه بمخصرة من بيته.
و المثل المضروب بعصا الأعرج، يقولون: «أقرب من عصا الأعرج» و يضربون المثل بعصا النهدي. قال علقمة بن عبدة في صفة فرس أنثى:
سلاءة كعصا النهدي غلّ لها # منظّم من نوى قرّان معجوم [2]
و يضربون المثل برميح أبي سعد. و كان أبو سعد أعرج، وفد في وفد عاد. قال ذو الأصبع العدواني:
إن تكن شكّتي رميح أبي سعـ # د فقد أحمل السلاح معا
و قال عباس بن مرداس:
جزى اللّه خيرا خيرنا لصديقه # و زوّده زادا كزاد أبي سعد
و زوّده صدقا و برا و نائلا # و ما كان في تلك الوفادة من حمد
و قال الآخر:
فآب بجدوى زامل و ابن زامل # عدوّك، أو جدوى كليب بن وائل
و يقولون: «لو كان في العصا سير» . و يقولون: «ما هو إلا أبنة عصا، و عقدة رشاء» . و يقولون: أخرج عوده كعصا البقّار، و أخرج أيضا عوده كعصا الحادي.
و كان أبو العتاهية أهدى إلى أمير المؤمنين المأمون عصا نبع، و عصا شريان، و عصا آبنوس، و عصا أخرى كريمة العيدان، شريفة الأغصان، و أردية قطرية، و ركاء يمانية، و نعالا سبتية [3] ، فقبل من ذلك عصا واحدة ورد الباقي.