responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 305

و قال أبان بن الوليد لأياس بن معاوية: أنا أغنى منك!فقال أياس: بل أنا أغنى منك!قال أبان: و كيف و لي كذا و كذا!و عدد أموالا. قال: لأن كسبك لا يفضل عن مئونتك، و كسبي يفضل عن مئونتي.

و كان يقال: حاجب الرجل عامله على عرضه.

و قال أبو الحسن: رأيت امرأة أعرابية غمّضت ميتا و ترحّمت عليه ثم قالت: ما أحقّ من ألبس العافية، و أطيلت له النظرة أن لا يعجز عن النظر لنفسه، قبل الحلول بساحته، و الحيالة [1] بينه و بين نفسه! و قال ابن الزبير لمعاوية حين أراد أن يبايع لابنه يزيد: تقدّم ابنك على من هو خير منه؟قال: كأنك تريد نفسك؟إن بيته بمكة فوق بيتك!قال ابن الزبير: إن اللّه رفع بالإسلام بيوتا، فبيتي مما رفع!قال معاوية: صدقت، و بيت حاطب بن أبي بلتعة [2] ! و قال: عاتب أعرابي أباه فقال: إن عظيم حقك علي لا يذهب صغير حقي عليك، و الذي تمت إلي أمت بمثله إليك، و لست أزعم أنا سواء، و لكن أقول: لا يحلّ لك الاعتداء.

قال: مدح رجل قوما فقال: أدبتهم الحكمة، و أحكمتهم التجارب، و لم تغررهم السلامة المنطوية على الهلكة، و رحل عنهم التسويف الذي قطع الناس به مسافة آجالهم، فأحسنوا المقال، و شفعوه بالفعال و قال بعض الحكماء: التواضع مع السخافة و البخل، أحمد عند العلماء


[1] الحيالة: الحئول و المنع.

[2] حاطب بن ابي بلتعة، من أصحاب الرسول، فارس شجاع شاعر شهد بدرا، و اتهم باخباره أهل مكة بتجهيز الرسول فنزلت به الآية: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيََاءَ . مات سنة 30 هـ.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست