responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 304

قال أبو الحسن: عرض أعرابيّ لعتبة بن أبي سفيان و هو على مكة فقال:

أيها الخليفة!قال: لست به و لم تبعد. قال: يا أخاه. قال: اسمعت.

فقال: شيخ من بني عامر يتقرب إليك بالعمومة، و يختص بالخئولة، و يشكو إليك كثرة العيال و وطأة الزمان، و شدّة فقر و ترادف ضرّ، و عندك ما يسعه و يصرف عنه بؤسه!قال: استغفر اللّه منك، و استعينه عليك، قد أمرت لك بغناك، وليت إسراعي إليك يقوم بإبطائي عنك.

و قال أعرابيّ يعيب قوما: هم أقلّ الناس ذنوبا إلى أعدائهم، و أكثرهم جرما إلى أصدقائهم، يصومون عن المعروف، و يفطرون على الفحشاء.

و قال مجّاعة بن مرارة [1] ، لأبي بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه: إذا كان الرأي عند من لا يقبل منه، و السلاح عند من لا يستعمله، و المال عند من لا ينفقه، ضاعت الأمور.

الأصمعي قال: نعت أعرابيّ رجلا فقال: كأنّ الألسن و القلوب ريضت له، فما تنعقد إلا على ودّه، و لا تنطق إلا بحمده.

و قال أعرابي: وعد الكريم نقد و تعجيل، و وعد اللئيم مطل و تعليل.

أتى أعرابي عمر بن عبد العزيز فقال: رجل من أهل البادية ساقته الحاجة و انتهت به الفاقة، و اللّه يسألك عن مقامي غدا!فبكى عمر.

قال الشاعر:

و من يبق مالا عدّة و صيانة # فلا البخل مبقيه و لا الدهر وافره

و من يك ذا عود صليب يعدّه # ليكسر عود الدهر فالدهر كاسره‌


[1] مجاعة بن مرارة الحنفي، أسره خالد بن الوليد في حرب مسيلمة الكذاب باليمامة و استبقاه و تزوج ابنته، و عاش إلى زمن معاوية.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست