نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 296
وهب رجل لأعرابي شيئا فقال: جعل اللّه للخير عليك دليلا، و جعل عندك رفدا جزيلا، و أبقاك بقاء طويلا، و أبلاك بلاء جميلا.
وقف أعرابي على قوم فمنعوه فقال: اللهم أشغلنا بذكرك، و اعذنا من سخطك، و جنّبنا إلى عفوك [1] ، فقد ضن خلقك على خلقك برزقك، فلا تشغلنا بما عندهم عن طلب ما عندك، و آتنا من الدنيا القنعان [2] ، و إن كان كثيرها يسخطك، فلا خير فيما يسخطك.
الأصمعي قال: سمعت أعرابيا يدعو و هو يقول: اللهم أغفر لي إذ الصحف منشورة، و التوبة مقبولة، قبل أن لا أقدر على استغفارك، حين ينقطع الأمل، و يحضر الأجل، و يفنى العمل.
الأصمعي قال: سمعت أعرابيا يدعو و هو يقول: اللهم ارزقني مالا أكبت به الأعداء، و بنين أصول بهم على الأقوياء.
و كان منادي سعد بن عبادة [3] يقول على أطمه: من أراد خبزا و لحما فليأت أطم سعد. و خلفه ابنه قيس بن سعد، فكان يفعل كفعله، فإذا أكل الناس رفع يده إلى السماء و قال: اللهم إني لا أصلح على القليل، و لا يصلح القليل لي. اللهم هب لي حمدا و مجدا، فإنه لا حمد إلا بفعال، و لا مجد إلا بمال.
و قال أعرابي: اللهم إن لك علي حقوقا فتصدّق بها علي، و للناس علي حقوقا فأدها عني، و قد أوجبت لكل ضيف قرى و أنا ضيفك، فاجعل قراي في هذه الليلة الجنة.
[3] هو سعد بن عبادة الخزرجي زعيم الأنصار، و قد أبلى في الاسلام احسن البلاء، و قد تخلف بعد موت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن بيعة أبي بكر. و عرف بجوده. توفي سنة 15 هـ.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 296