responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 294

أخرى، و لا يستقبل معمّر يوما من عمره إلا بفراق آخر من أجله، و لا تحدث له زيادة في أكله إلا بنفاد ما قبله من رزقه، و لا يحيا له أثر إلا مات له أثر.

و نحن أعوان الحتوف على أنفسه، و أنفسنا تسوقنا إلى الفناء، فمن أين نرجو البقاء؟و هذا الليل و النهار لم يرفعا من شي‌ء شرفا إلا أسرعا الكرّة في هدم ما رفعا، و تفريق ما جمعا. فاطلب الخير من أهله، و اعلم أن خيرا من الخير معطيه، و شرا من الشر فاعله.

[أقوال و أشعار في الطلب و الدعاء]

و قال أبو نواس:

أتتّبع الظرفاء أكتب عنهم # كيما أحدّث من أحبّ فيضحكا

و قال آخر:

قدرت فلم أترك صلاح عشيرتي # و ما العفو إلا بعد قدرة قادر

و قال آخر:

أخو الجدّ إن جدّ الرجال و شمّروا # و ذو باطل إن شئت ألهاك باطله‌

قبيصة بن عمر المهلبيّ، أن رجلا أتى ابن أبي عيينة، فسأله أن يكتب إلى داود بن يزيد كتابا، ففعل و كتب في أسفله:

إن امرأ قذفت إليك به # في البحر بعض مراكب البحر

تجري الرياح به فتحمله # و تكفّ أحيانا فلا تجري

و يرى المنيّة كلما عصفت # ريح به للهول و الذعر

للمستحقّ بأن تزوده # كتب الأمان له من الفقر

قال عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه: ما وجد أحد في نفسه كبرا إلا من مهانة يجدها في نفسه.

و دخل رجل من بني مخزوم، و كان زبيريا، على عبد الملك بن مروان،

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست