responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 29

و حدثني بعض أصحابنا قال: كنا منقطعين إلى رجل من كبار أهل العسكر، و كان لبثنا يطول عنده، فقال له بعضنا: إن رأيت أن تجعل لنا إمارة إذا ظهرت لنا خففنا عنك و لم نتبعك بالقعود، فقد قال أصحاب معاوية لمعاوية مثل الذي قلنا لك فقال: أمارة ذلك أن أقول إذا شئتم. و قيل ليزيد مثل ذلك فقال: إذا قلت على بركة اللّه. و قيل لعبد الملك مثل ذلك فقال: إذا ألقيت الخيزرانة من يدي. فأيّ شي‌ء تجعل لنا أصلحك اللّه؟قال: إذا قلت يا غلام الغداء.

و في الحديث أن رجلا ألحّ على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في طلب بعض المغنم و في يده مخصرة، فدفعه بها، فقال يا رسول اللّه أقصني. فلما كشف النبي له عن بطنه احتضنه فقبل بطنه.

و في تثبيت شأن العصا و تعظيم أمرها، و الطعن على من ذم عاملها، قالوا: كانت لعبد اللّه بن مسعود عشر خصال: أولها السواد، و هو سرار النبي صلّى اللّه عليه و سلّم. فقال له النبي: «إذنك علي أن يرفع الحجاب، و تسمع سوادي» . و كان معه مسواك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كانت معه عصاه.

قال و دخل عمير بن سعد على عمر بن الخطاب، حين رجع إليه من عمل حمص، و ليس معه إلا جراب و إداوة و قصعة و عصا، فقال له عمر: ما الذي أرى بك، من سوء الحال أو تصنع؟قال: و ما الذي ترى بي، أ لست صحيح البدن، معي الدنيا بحذافيرها؟قال: و ما معك من الدنيا؟قال: معي جرابي أحمل فيه زادي، و معي قصعتي أغسل فيها ثوبي، و معي إداوتي أحمل فيها مائي لشرابي، و معي عصاي إن لقيت عدوا قاتلته، و إن لقيت حية قتلتها، و ما بقي من الدنيا فهو تبع لما معي.

و قال الهيثم بن عدي، عن شرقي بن القطامي و سأله سائل عن قول الشاعر:

لا تعدلنّ أتاويين تضربهم # نكباء صر بأصحاب المحلات‌ [1]


[1] الأتاوي: الغريب في غير وطنه. النكباء: أي ريح من الرياح الأربع.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست