responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 287

صار و قد شغلت عنه!فبكى ثم قال: عظني يا أبا عثمان؟فقلت: إن اللّه قد أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر نفسك منه ببعضها، فلو أن هذا الأمر الذي صار إليك بقي في يدي من كان قبلك لم يصل إليك. و تذكّر يوما يتمخض بأهله لا ليلة بعده.

المدائني قال: سمعت أعرابيا يسأل و هو يقول: «رحم اللّه امرأ لم تمجّ أذنه كلامي، و قدم لنفسه معاذة من سوء مقامي، فإن البلاد مجدبة و الحال سيئة، و العقل زاجر ينهى عن كلامكم، و الفقر عاذر يحملني على أخباركم، و الدعاء أحد الصدقتين، فرحم اللّه امرأ أمر بمير، أو دعا بخير» .

و قال رجل من طيئ:

قتلنا بقتلانا من القوم مثلهم # كراما و لم نأخذ بهم خشف النخل‌

و قال آخر:

قتلنا رجالا من تميم أخايرا # بقوم كرام من رجال أخاير

و سئل بعض العرب: ما العقل؟قال: الإصابة بالظنون، و معرفة ما لم يكن بما قد كان.

و قال جرير يعاتب المهاجر بن عبد اللّه:

يا قيس عيلان إني قد نصبت لكم # بالمنجنيق و لما أرسل الحجرا

فوثب المهاجر فأخذ بحقوه و قال: لك العتبي يا أبا حزرة لا ترسله!و قال سويد بن صامت:

ألا رب من تدعو صديقا و لو ترى # مقالته بالغيب ساءك ما يفري‌ [1]

مقالته كالشحم ما دام شاهدا # و بالغيب مأثور على ثغرة النحر [2]

تبين لك العينان ما هو كاتم # من الشر و البغضاء بالنظر الشزر


[1] يفري: يكذب، يختلق.

[2] المأثور: السيف، و يقال أن الجن عملته.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست