responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 25

و قال اللّه عز و جل: وَ أَنْبَتْنََا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ .

و تقول العرب ليس شي‌ء أدفأ من شجر، و لا أظل من شجر.

و لم يكلّم اللّه موسى إلا من شجرة، و جعل أكبر آياته في عصاه، و هي من الشجر. و لم يمتحن اللّه جل و عز صبر آدم و حواء، و هما أصل هذا الخلق و أوله، إلا بشجرة. و لذلك قال: وَ لاََ تَقْرَبََا هََذِهِ اَلشَّجَرَةَ فَتَكُونََا مِنَ اَلظََّالِمِينَ . و جعل بيعة الرضوان تحت شجرة. و قال: وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنََاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ .

و سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى شجرة.

و شجرة سرّ تحتها سبعون نبيا لا تعبل و لا تسرف‌ [1] .

و حين اجتهد ابليس في الاحتيال لآدم و حواء صلى اللّه عليهما، لم يصرف الحيلة إلا إلى الشجرة، و قال: هَلْ أَدُلُّكَ عَلى‌ََ شَجَرَةِ اَلْخُلْدِ وَ مُلْكٍ لاََ يَبْلى‌ََ .

و فيما يضرب بالأمثال من العصي قالوا: قال جميل بن بصبهري حين شكا إليه الدهاقين‌ [2] شر الحجاج. قال أخبروني أين مولده؟قالوا الحجاز. قال ضعيف معجب. قال فمنشؤه؟قالوا الشام. قال ذلك شر. ثم قال ما أحسن حالكم إن لم تبتلوا معه بكاتب منكم، يعني من أهل بابل. فابتلوا بزاذان فروخ الأعور. ثم ضرب لهم مثلا فقال: إن فأسا ليس فيها عود ألقيت بين الشجر، فقال بعض الشجر لبعض: ما ألقيت هذه هاهنا لخير. قال: فقالت شجرة عادية إن لم يدخل في است هذه عود منكن فلا تخفنها.

و قال يزيد بن مفرّغ:

العبد يقرع بالعصا # و الحرّ تكفيه الملامة


[1] سر: قطع سراره. لا تعبل: لا يسقط ورقها. سرقت: أصابها الدود.

[2] الدهاقين: مفردها دهقان، و هو زعيم فلاحي العجم.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست