responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 243

رأس اليمانية في المقصورة يوم الجمعة ثم قال: قل لهم: يقول لكم أمير المؤمنين: قد عرفتم ما كان من إحساني إليه، و حسن بلائي عنده، و قديم نعمتي عليه، و الذي حاول من الفتنة، و رام من البغي، و أراد من شق العصا و معاونة الأعداء، و إراقة الدماء، و أنه قد استحق بهذا من فعله أليم العقاب، و عظيم العذاب. و قد رأى أمير المؤمنين إتمام بلائه الجميل لديه، و رب نعمائه السابقة عنده، لما يتعرفه أمير المؤمنين من حسن عائدة اللّه عليه، و ما يؤمله من الخير العاجل و الآجل، عند العفو عمن ظلم، و الصفح عمن أساء. و قد وهب أمير المؤمنين مسيئكم لمحسنكم، و غادركم لوفيكم.

و قال سهل بن هارون يوما، و هو عند المأمون: من أصناف العلم مالا ينبغي للمسلمين أن يرغبوا فيه، و قد يرغب عن بعض العلم كما يرغب عن بعض الحلال!قال المأمون: قد يسمى بعض الشي‌ء علما و ليس بعلم، فإن كنت هذا أردت فوجهه الذي ذكرناه. و لو قلت: العلم لا يدرك غوره، و لا يسبر قعره، و لا تبلغ غايته، و لا يستقصى أصنافه، و لا يضبط آخره، فالأمر على ما قلت. فإذا فعلتما ذلك كان عدلا، و قولا صدقا. و قد قال بعض العلماء: أقصد من أصناف العلم إلى ما هو أشهى إلى نفسك و أخف على قلبك، فإن نفاذك فيه على حسب شهوتك له، و سهولته عليك. و قال أيضا بعض الحكماء: لست أطلب العلم طمعا في بلوغ غايته، و الوقوف على نهايته. و لكن التماس مالا يسع جهله، و لا يحسن بالعاقل إغفاله. و قال آخرون: علم الملوك النسب و الخبر و جمل الفقه، و علم التجار الحساب و الكتاب، و علم أصحاب الحرب درس كتب المغازي و كتب السير.

فأما أن تسمّي الشي‌ء علما و تنهى عنه من غير أن يكون يشغل عما هو أنفع منه، بل تنهي نهيا جزما، و تأمر أمرا حتما!و العلم بصر، و خلافه عمى، و الاستبانة للشر ناهية عنه، و الاستبانة للخير آمرة به.

و لما قرأ المأمون كتبي في الإمامة فوجدها على ما أمر به، و صرت إليه

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست