نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 237
و قال الكميت:
فقل لبني أمية حيث حلوا # و ان خفت المهنّد و القطيعا
أجاع اللّه من أشبعتموه # و أشبع من بجوركم أجيعا
بمرضيّ السياسة هاشمي # يكون حيا لأمته ربيعا
و قال حرب بن المنذر بن الجارود، و كان يتفتّى و يتشيّع، في كلمة له:
فحسبي من الدنيا كفاف يقيمني # و أثواب كتّان أزور بها قبري
و حبي ذوي قربى النبي محمّد # فما سالنا إلا المودّة من أجر
[دولة الأمويين و دولة العباسيين و المؤرخون العرب]
وجه التدبير في الكتاب إذا طال أن يداوي مؤلّفه نشاط القارئ له، و يسوقه إلى حظّه بالاحتيال له. فمن ذلك أن يخرجه من شيء إلى شيء، و من باب إلى باب، بعد أن لا يخرجه من ذلك الفن، و من جمهور ذلك العلم.
و قد يجب أن نذكر بعض ما انتهى إلينا من كلام خلفائنا من ولد العباس، و لو أن دولتهم عجميّة خراسانية، و دولة بني مروان عربية أعرابية و في أجناد شاميّة.
و العرب أوعى لما تسمع، و احفظ لما تأتى، و لها الأشعار التي تقيّد عليها مآثرها، و تخلّد لها محاسنها. و جرت من ذلك في إسلامها على مثل عادتها في جاهليتها، فبنت بذلك لبني مروان شرفا كثيرا و مجدا كبيرا، و تدبيرا لا يحصى.
و لو أن أهل خراسان حفظوا على أنفسهم وقائعهم في أهل الشام، و تدبير ملوكهم، و سياسة كبرائهم، و ما جرى في ذلك من فرائد الكلام و شريف المعاني، كان فيما قال المنصور و ما فعل في أيامه، و أسّس لمن بعده ما يفي بجماعة ملوك بني مروان.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 237