نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 22
سليمان بن داود صلّى اللّه عليه و سلّم العصا لخطبته و موعظته، و لمقاماته، و طول صلاته، و لطول التلاوة و الانتصاب، فجعلها لتلك الخصال جامعة. قال اللّه عز و جل و قوله الحق: فَلَمََّا قَضَيْنََا عَلَيْهِ اَلْمَوْتَ مََا دَلَّهُمْ عَلىََ مَوْتِهِ إِلاََّ دَابَّةُ اَلْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمََّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ اَلْجِنُّ أَنْ لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ اَلْغَيْبَ مََا لَبِثُوا فِي اَلْعَذََابِ اَلْمُهِينِ . و المنسأة هي العصا.
قال أبو طالب حين قام يذم الرجل الذي ضرب زميله بالعصا فقتله حين تخاصما في حبل و تجاذبا:
أ من أجل حبل لا أباك علوته # بمنسأة قد جاء حبل و احبل
و قال آخر
إذا دببت على المنسأة من كبر # فقد تباعد عنك اللهو و الغزل
قال أبو عثمان: و إنما بدأنا بذكر سليمان صلّى اللّه عليه و سلّم لأنه من أبناء العجم، و الشعوبية إليهم أميل، و على فضائلهم أحرص، و لما أعطاهم اللّه أكثر و صفا و ذكرا.
و قد جمع اللّه لموسى بن عمران عليه السلام في عصاه من البرهانات العظام، و العلامات الجسام، ما عسى أن يفي ذلك بعلامات عدة من المرسلين و جماعة من النبيين. قال اللّه تبارك و تعالى فيما يذكر من عصاه: إِنْ هََذََانِ لَسََاحِرََانِ يُرِيدََانِ أَنْ يُخْرِجََاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمََا ، إلى قوله تعالى:
وَ لاََ يُفْلِحُ اَلسََّاحِرُ حَيْثُ أَتىََ .
فلذلك قال الحسن بن هاني في شأن خصيب و أهل مصر حين اضطربوا عليه:
فإن تك من فرعون فيكم بقية # فإن عصا موسى بكف خصيب
أ لم تر أن السحرة لم يتكلفوا تغليط الناس و التمويه عليهم إلا بالعصي، و لا عارضهم موسى إلا بعصاه.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 22