responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 195

و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «شهدت الفجار [1] و أنا ابن أربع عشرة سنة، و كنت أنبل على عمومتي» . يريد: أجمع لهم النبل.

قال أبو عبيدة: فقال له يونس: صدقت يا أبا يسار هكذا حدثني نصر بن ظريف.

و روى قيس بن الربيع‌ [2] ، عن بعض أشياخه عن ابن عباس: إن اللّه ألهم اسماعيل العربية الهاما.

قال اللّه تبارك و تعالى: وَ مََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلاََّ بِلِسََانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ . قال: قد يرسل اللّه الرسول إلى قومه، و لو أرسل في ذلك الوقت إلى قوم آخرين لما كان الثاني ناقضا للأول. فإذا كان الأمر كذلك كان قومه أول من يفهم عنه، ثم يصيرون حجة على غيرهم.

و إذا كان اللّه عز و جل بعث محمدا صلّى اللّه عليه و سلّم إلى العجم فضلا عن العرب، فقحطان و إن لم يكونوا من قومه أحق بلزوم الفرض من سائر العجم.

و هذا الجواب جواب عوام النزارية. فأما الخواصّ الخلّص فإنهم قالوا:

العرب كلهم شي‌ء واحد، لأن الدار و الجزيرة واحدة، و الأخلاق و الشيم واحدة، و اللغة واحدة، و بينهم من التصاهر و التشابك، و الاتفاق في الأخلاق و في الأعراق، و من جهة الخؤولة المردّدة و العمومة المشتبكة، ثم المناسبة التي بنيت على غريزة التربة و طباع الهواء و الماء، فهم في ذلك بذلك شي‌ء واحد في الطبيعة و اللغة، و الهمة و الشمائل، و المرعى و الراية، و الصناعة و الشهوة.

فإذا بعث اللّه عز و جل نبيا من العرب فقد بعثه إلى جميع العرب، و كلهم قومه، لأنهم جميعا يد على العجم، و على كل من حاربهم من الأمم، لأن تناكحهم لا يعدوهم، و تصاهرهم مقصور عليهم.


[1] هو يوم الفجار الرابع، شهده الرسول، و جرى بين قريش و هوازن و سميت هذه الوقائع الاربع بالفجار لأنها كانت في الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال.

[2] قيس بن الربيع الأسدي الكوفي، راوية أخذ عن الأعمش و السدي، و عنه أخذ الثوري و وكيع، توفي سنة 168 هـ.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست