responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 104

و قال أبو بكر: «طوبى لمن مات في نأنأة الإسلام‌ [1] » .

قال سعد بن مالك، أو معاذ [2] : «ما دخلت في صلاة فعرفت من عن يميني و لا من عن شمالي، و ما شيّعت جنازة قط إلا حدثت نفسي بما يقال له و ما يقول، و ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال شيئا قط إلا علمت أنه كما قال.

قال أبو الدرداء: أضحكني ثلاث و أبكاني ثلاث: أضحكني مؤمّل الدنيا و الموت يطلبه، و غافل و لا يغفل عنه، و ضاحك مل‌ء فيه و لا يدري أ ساخط ربه أم راض. و أبكاني هول المطلع، و انقطاع العمل، و موقفي بين يدي اللّه لا يدري أ يأمر بي إلى الجنة أم إلى النار.

سحيم بن حفص، قال: رأى أياس بن قتادة العبشمي شيبة في لحيته، فقال: «أرى الموت يطلبني، و أراني لا أفوته. أعوذ بك من فجاءات الأمور، و بغتات الحوادث. يا بني سعد، إني قد وهبت لكم شبابي فهبوا لي شيبتي» .

و لزم بيته، فقال له أهله: تموت هزلا!قال: «لأن أموت مؤمنا مهزولا أحب إلي من أن أموت منافقا سمينا» .

و ذكر قوم ابليس فلعنوه و تغيظوا عليه، فقال أبو حازم الأعرج: و ما ابليس؟!لقد عصي فما ضرّ، و أطيع فما نفع.

قال: و قال بكر بن عبد اللّه المزني: الدنيا ما مضى منها فحلم، و ما بقي منها فأماني.

قال: و دخل أبو حازم مسجد دمشق، فوسوس إليه الشيطان، إنك قد أحدثت بعد وضوئك. قال: أوقد بلغ هذا من نصيحتك! و قال بعض الطّياب:

عجبت من ابليس في كبره # و خبث ما أبداه من نيته

تاه على آدم في سجدة # و صار قوّادا لذريته‌


[1] نأنأة: عجز، ضعف.

[2] هو معاذ بن جبل، صحابي جليل.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست