نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 102
و تقول الحكماء: ثلاثة أشياء يستوي فيها الملوك و السوقة، و العلية و السّفلة: الموت، و الطّلق، و النّزع.
و قال الهيثم بن عدي، عن رجاله، بينا حذيفة بن اليمان و سلمان الفارسي يتذاكران أعاجيب الزمان، و تغير الأيام، و هما في عرصة أيوان كسرى، و كان أعرابي من غامد يرعى شويهات له نهارا، فإذا كان الليل صيرهن إلى داخل العرصة، و في العرصة سرير رخام كان كسرى ربما جلس عليه، فصعدت غنيمات الغامدي على سرير كسرى، فقال سلمان: و من أعجب ما تذاكرنا صعود غنيمات الغامدي على سرير كسرى.
قال: لما انصرف علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه من صفين مرّ بمقابر فقال:
السلام عليكم أهل الديار الموحشة، و المحال المقفرة، من المؤمنين و المؤمنات، و المسلمين و المسلمات. أنتم لنا سلف فارط، و نحن لكم تبع، و بكم عما قليل لاحقون. اللهم اغفر لنا و لهم، و تجاوز بعفوك عنا و عنهم.
الحمد للّه الذي جعل الأرض كفاتا، أحياء و أمواتا. و الحمد للّه الذي خلقكم و عليها يحشركم، و منها يبعثكم، و طوبى لمن ذكر المعاد، و أعد للحساب، و قنع بالكفاف.
و قال عمر رحمه اللّه «استغفروا الدموع بالتذكّر» .
و قال الشاعر:
سمعن بهيجا أوجفت فذكرنه # و لا يبعث الأحزان مثل التذكّر
و قال أعرابي:
لا تشرفنّ يفاعا إنه طرب # و لا تغنّ إذا ما كنت مشتاقا
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 102