responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 87

المقراع: الفأس التي يكسر بها الصخر. و الموقع. المحدد. يقال وقعت الحديدة إذا حددتها. و قال آخر، و هو الراعي:

إن السماء و إن الريح شاهدة # و الأرض تشهد و الأيام و البلد

لقد جزيت بني بدر ببغيهم # يوم الهباءة يوما ما له قود

و قال نصيب في هذا المعنى، يمدح سليمان بن عبد الملك:

أقول لركب صادرين لقيتهم # قفا ذات أوشال و مولاك قارب‌ [1]

قفوا خبرونا عن سليمان إنني # لمعروفه من أهل ودان طالب‌ [2]

فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله # و لو سكتوا أثنت عليك الحقائب‌

و هذا كثير جدا.

[أحسن الكلام‌]

و قال علي رحمه اللّه: «قيمة كل امرئ ما يحسن» . فلو لم نقف من هذا الكتاب إلا على هذه الكلمة لوجدناها شافية كافية، و مجزئة مغنية، بل لوجدناها فاضلة عن الكفاية، و غير مقصرة عن الغاية. و أحسن الكلام ما كان قليلة يغنيك عن كثيره، و معناه في ظاهر لفظه، و كان اللّه عز و جل قد ألبسه من الجلالة، و غشاه من نور الحكمة على حسب نية صاحبه، و تقوى قائله. فإذا كان المعنى شريفا و اللفظ بليغا، و كان صحيح الطبع، بعيدا من الاستكراه، و منزها عن الاختلال مصونا عن التكلف، صنع في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة. و متى فصلت الكلمة على هذه الشريطة، و نفذت من قائلها على هذه الصفة، أصحبها اللّه من التوفيق و منحها من التأييد، ما لا يمتنع معه من تعظيمها صدور الجبابرة، و لا يذهل عن فهمها معه عقول الجهلة.


[1] القارب: طالب الماء. و أراد بالمولى نفسه.

[2] ودان: موضع بين مكة و المدينة قريب من الجحفة.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست