responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 311

أخرجنا من ديارنا و أموالنا أن قلنا ربنا اللّه!فقال: نحن الذين أخرجنا من ديارنا و أموالنا أن قلنا ربنا اللّه، فمنا من مات بأرض الحبشة و منا من مات بالمدينة.

قال: و قال الحجاج على منبره: «و اللّه لألحونّكم لحو العصا، و لأعصبنّكم عصب السلمة، و لأضربنّكم ضرب غرائب الإبل. يا أهل العراق، و يا أهل الشقاق و النفاق، و مساوئ الأخلاق، إني سمعت تكبيرا ليس بالتكبير الذي يراد به اللّه في الترغيب و لكنه التكبير الذي يراد به الترهيب. و قد عرفت أنها عجاجة تحتها قصف فتنة. أي بني اللكيعة و عبيد العصا، و أبناء الإماء، و اللّه لئن قرعت عصا عصا لأتركنكم كأمس الدابر» .

مالك بن دينار قال: ربما سمعت الحجاج يخطب، يذكر ما صنع به أهل العراق و ما صنع بهم، فيقع في نفسي أنهم يظلمونه و أنه صادق، لبيانه و حسن تخلصه بالحجج.

قال: و قسم الحجاج مالا، فأعطى منه مالك بن دينار، و أراد أن يدفع منه إلى حبيب أبي محمد فأبي أن يقبل منه شيئا، ثم مر حبيب بمالك، فإذا هو يقسم ذلك المال، فقال له مالك: أبا محمد، لهذا قبلناه!قال له حبيب:

دعني مما هناك، أسألك باللّه الحجاج اليوم أحب إليك أم قبل اليوم؟قال: بل اليوم. فقال حبيب: فلا خير في شي‌ء حبب إليك الحجاج.

و مرّ غيلان بن خرشة الضّبيّ، مع عبد اللّه بن عامر، على نهر أمّ عبد اللّه الذي يشق البصرة، فقال عبد اللّه: ما أصلح هذا النهر لأهل هذا المصر!فقال غيلان: أجل و اللّه أيها الأمير، يعلّم القوم صبيانهم فيه السباحة، و يكون لسقياهم و مسيل مياههم، و تأتيهم فيه ميرتهم. قال: ثم مر غيلان يساير زيادا على ذلك النهر، و قد كان عادى ابن عامر، فقال زياد: ما أضر هذا النهر، بأهل هذا المصر!قال غيلان: أجل و اللّه أيها الأمير، تنزّ منه دورهم، و تغرق فيه صبيانهم، و من أجله يكثر بعوضهم.

فالذين كرهوا البيان إنما كرهوا مثل هذا المذهب، فأما نفس حسن البيان فليس يذمه إلا من عجز عنه. و من ذم البيان مدح العيّ، و كفى بهذا خبالا.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست