و قال الهذلي [1] :
و لا حصر بخطبته # إذا ما عزّت الخطب
و قال مكّيّ بن سوادة [2] :
حصر مسهب جريء جبان # خير عيّ الرجال عي السكوت
و قال الآخر:
مليّ ببهر و التفات و سعلة # و مسحة عثنون و فتل أصابع
و مما ذموا به العي قوله:
و ما بي من عي و لا أنطق الخنا # إذا جمع الأقوام في الخطب محفل
و قال الراجز و هو يمتح بدلوه:
علقت يا حارث عند الورد # بجابئ لا رفل التردّي
و لا عييّ بابتناء المجد [3]
و هذا كقول بشار الأعمى [4] :
و عيّ الفعال كعي المقال # و في الصمت عيّ كعي الكلم
و هذا المذهب شبيه بما ذهب إليه شتيم بن خويلد في قوله [5] :
و لا يشعبون الصدع بعد تفاقم # و في رفق أيديكم لذي الصّدع شاعب
[1] أبو العيال الهذلي: شاعر مخضرم عمر حتى خلافة معاوية و خرج إلى مصر و عاش فيها.
[2] مكي بن سواده البرجمي شاعر بصري.
[3] يمتح بدلوه: يستخرج الماء من البئر. الورد: قصد الماء للشرب. الجابئ: الذي يطلع فجأة. رفل التردي: من يبحر ثوبه.
[4] هو بشار بن برد، أدرك الخليفة العباسي المهدي و قتل متهما بالزندقة و اشتهر بالمديح المتكسب و الهجاء المقذع.
[5] شتيم بن خويلد: شاعر جاهلي مغمور.