responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 271

«فليس عليه قطع الطريق، بل عليّ قطع» .

و أتى ابن اشكاب الصيرفي صديق له، يستلف منه مالا. فقال: «لو شئت أن أقول لقلت، و أن أعتلّ اعتللت، و أن أستعير بعض كلام من يستلف منه إخوانه فعلت، و ليس أرى شيئا خيرا من التصحيح و قشر العصا [1] . ليس أفعل. فإن التمست لي عذرا فهو أروح لقلبك، و إن لم تفعل فهو شرّ لك» .

و ضاق الفيض بن يزيد ضيقا شديدا، فقال: «و اللّه ما عندنا من شي‌ء نعوّل عليه، و قد بلغ السكين العظم‌ [2] . و البيع لا يكون إلا مع طول المدة.

و الرأي أن ننزل هذه النائبة بمحمد بن عبّاد [3] ، فإنه يعرف الحال و صحّة المعاملة و حسن القضاء و ما لنا من السبب المنتظر. فلو كتبت إليه كتابا لسرّه ذلك و لسدّ منا هذه الخلّة القائمة الساعة» .

فتناول القلم و القرطاس، ليكتب اليه كتاب الواثق المدلّ، لا يشك أنه سيتلقى حاجته بمثل ما كان هو المتلقّي لها منه. و مضى بعض من كان في المجلس الى محمد ابن عبّاد ليبشره بسرعة ورود حاجة الفيض إليه؛ فأتاه أمر لا يقوم له إلا بأن يتقدم بالكتابة، ليشغله بحاجته إليه عن حاجته اليه، فكتب اليه:

«مالي يضعف، و الدخل قليل، و العيال كثير، و السعر غال، و أرزاقنا من الديوان قد احتسبت، و قد تفتحت علينا من أبواب النوائب في هذه الأيام ما لم يكن لنا في حساب. فإن رأيت أن تبعث إليّ بما أمكنك فعجّل به، فان بنا إليه أعظم الحاجة» .


[1] قشر له العصا: اي كشف له ما يضمر و ما يريد.

[2] اي بلغ حدّه، للدلالة على شدة الألم.

[3] شاعر و راوية.

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست